Thursday, January 24, 2008

أم ســعــود









طلعت على الدنيا طفلة مدللة
يحبني الكبير والصغير
العمات والخالات يتنافسون على دلالي
العمام والخوال يتسابقون على مداراتي

وطبعاً ما أنسى أمي وأبوي اللي يخافون علي من الهواء الطاير
وما أنسى جدتي أم أبوي اللي أجابلها وتقص لي القصص

وما أنسى عمتي (عمة أبوي) أم سعــود

آآآآه يا قلبي عليج يا عمة
العمة ما كتب ربي لها الزواج ولا الذرية
بس لأنها ربت ولد أخوها وكان اسمه سعود
الكل صار يناديها أم سـعـود

أم سعـود عصبية حيل
ولكنها على قولة المثل كأنها مطر صيف
يعني تعصب وترعد وتبرق عليك
وما يصير دقايق إلا وتجي تضحك
وقد نست اللي قالته واللي صار !! ـ


أم سـعـود تمووت على اليهال
ميزها ما يخلى من الحلاو و الجاكليت والبرميت
والياهل ما يطلع من عندها إلا وهو مستانس


ما نسيت طعم الجاكليت أبو بقرة اللي لون غلافه أحمر وأصفر
كل ما ذكرت شكلها وهي تفتح الميز (الكبت)..ـ
وتقول لي تعالي أعطيج شرط

واااااااااي شنو هالسعادة اللي تنزل علي ؟!؟
شنو سر هالسعادة ؟

ما أدري ..ـ
بس أحس أني ملكت الكون بقطعتين جاكليت و جم حبة برميت

يمكن تستغربون !! بس هذا واقع شعور الياهل
والدليل إني الحين ما تخلى جنطتي من الحلاو لليهال
وأشوف سعادتهم إذا عطيتهم حتى لو قطعة وحدة
وأتذكر سعادتي اللي مالها مثيل



في يوم من أيام الصيف الحارة
أتذكر عمري كان 9 سنوات
شعري طويل و كانت أمي تسويه لي عجفتين ( ظفيرتين ) ..ـ
وأمي ما كانت ترضى أني ألمس شعري لا بمشط ولا غيره
وكانت هي بنفسها تسرحه لي ومرات عمتي الثانية

المهم في ذاك اليوم
قمت الضحى من النوم ونزلت للحوش
طبعاً الشعـر محيوس والقذلة طايحة على الويه
لقيت العـمــة أم سـعـود قاعدة بظلال البيت
يمها غوري الجاي و أستكانتها
وبحضنها صينية فيها عيش قاعدة تنقيه

أروح للصالة أشوف الريوق محطوط و مغطينه عن الذبان
مثلكم عارف بالصيف شلون يكثر الذبان بشكل مو طبيعي
أشيل غطا السفرة وأشوف الريوق
حليب .. درابيل .. حلوى .. رهش .. بقصم
سفرة ملكية وربي فيها ما لذ وطاب
الله يديم هالنعـمة ويحفظها من الزوال

أسمـّي بالرحمن وآكل ريوقي
وبين لقمة والثانية أبعد شعري عن عيوني
وإلا أكش الذبان عن ويهي ^_^
أحمد ربي وأغطي السفرة وأقوم


أطلع للحوش مرة ثانية
ألاقي العـمة ما زالت في مكانها
تشرب الجاي وتنقي العيش
أقرب عندها وأقعد على الحصير


أنا : قوة عـمة .. صبحج الله بالخير
العـمة : هلا .. صبحج الله بالنور أبوي أنتي
أنا : شقاعدة تسوين ؟
( يعني شنو ؟ مو شايفتها قاعدة تنقي العيش ؟ )
العـمة : أنقي العيش من الشلب والطين والوصخ
أنا : ليش ؟
( مسوية ذكية وأبي أعرف السر )
العـمة : عشان لا بغينا نطبخه إلا هو نظيف
أنا : إي صح صح
أبتسم وأقول ... أنزين أبي أنقي وياج
العـمة : هاج الصينية و أنتبهي لا تخلطين المنقـّى مع اللي ما تنقـّى !!ـ
أنا : إن شاء الله عمة

وبديت أنقي العيش ..
طبعاً بالبداية كان صعب علي
بعدين تعودت عليه ولقيته شي ممتع
بس اللي مزعجني شي واحد !!ـ

تتوقعون شنو ؟؟
ما يبيلها تفكير ... صح ؟

الذبان إذا لزق على الويه ما يطير
وتخيل مع الحر و العرق والشعر اللي على الويه متلزق
يكملها الذبان اللي يتنقل من الويه إلى الذراع إلى الرقبة من الخلف
أنا هني طنقرت وقمت أنافخ

أنا : أووف .. وأكش الذبانة بإيدي
العـمة : ويه شفيج ؟
أنا : الذبان أذاااني ..!.ـ
العـمة وهي تضحك بهدوء : عادي شنو المشكلة ؟
أنا وبعصبية : لوع جبدي أبي أشتغل مو قادرة أركز !!ـ
العـمة : شوفيني أنا ما يأذيني الذبان !!ـ
لفيت عيوني عليها و تفاجأت
فعلاً ما كان يزعجها الذبان مثلي !!ـ

وسألتها وعلامة تعجب كبيرة على ويهي
أنا : ليش بس أنا يزعجني ؟
العـمة : أنا عيوز و صايرة سوداء من الشمس
وأنتي بسم الله عليج بياض وحلاة
شلون ما يدودي عليج الذبان ؟

طبعاً أنا من الحياء ما قدرت أرد عليها بكلمة
وكملت تنقي العيش وأنا ساكتة

كلمة العـمة جبرت خاطري و ما صرت أنزعج من الذبان
يعني عززت ثقتي بنفسي لما شفت أني حلوة


مرات لما ألعب بروي بالحوش على الحصير
وتكون هي قاعدة يمي وتشوفني ألعب
وكل ما تحركت أنا .. تطب علي عجايفي الطويلة (ظفائري)
وأنا أبعدها ورى ظهري عشان أكمل لعب
وبكل حركة تطب علي هالظفاير وأنا أعصب زيادة

أنا : أووووف يعني شلون الواحد يلعب ؟!!؟
العـمة : شفيج يا بنيتي ؟
أنا : شعري يطب على ويهي وأنا ألعب
مزعجني .. تعبت منه أبي أقص شعري
العـمة : شوفيني أنا .. ما عندي شعر
( وكان شعرها قصير جداً و كاسيه الشيب)
ألتفت عليها وأشوف عجايفها الصغيرة حيل

العـمة وهي مبتسمة : حنوون شرايج ؟
أنا مستانسة : شنووو ؟
طبعاً بهاللحظة تجي في بالي حلول وايد
منها أن العـمة بتقنع أمي تقص لي شعري

العـمة : أتبادليني .. أخذ عجايفج وأعطيج عجايفي !!ـ
أنا وعلامة إندهاش : هههههههههه أخذيهم وفكيني منهم
العـمة تضحك بهدوء : روحي لعبي يا بنيتي
أكمل اللعب وهي تراقبني بهدوءها

= = = = = = = =

الحين وأنا أكتب هالقصة
حسيت بمعنى كلامها
الحين بعد ما صار شعري قصير وكساه الشيب
آآه يا عـمة تعالي شوفي العجايف راحت

الحين أتمنى أسمع كلمتها
(أخذ عجايفج وأعطيج عجايفي)
عشان أقول لها من حقج تاخذينهم
الحين أتمنى الشعر الطويل
اللي يترس الظهر والصدر
دمعتي مو راضية توقف
ولو أبجي من الحين والعمر كله
ما راح أحصل على مبتغاي فيه

= = = = = = = =

زينة البنت شعرها .. وحلاته على طبيعته
بس وين بنات الحين من بنات أول
زمان أول .. أمهاتنا ما يخلونا نلمس شعرنا
يبادرونا بالحناء والدهن على طول
ما نعرف الاستشوار إلا من سنة إلى سنة
حتى بالعيد عجايف
أتذكر أني أفل شعري بس بعرس خوالي
وبعرس الناس عجايف
الحين صار الولد ينافس البنت بالشعر الطويل
والبنت تنافس الريال بالقصير والبوي


الله يذكرج بالخير يا منيرة رفيجة الدراسة أيام الثانوي
لما كانت وياي بالمتوسطة
كنا مثل بعض عجايف وشعورنا طويلة
بس لما ألتقينا بالثانوية
لقيت شعرها أقصر من أول وخفيف ومصبوغ
قلت لها مرة : منيرة .. تذكرين أيام المتوسط لما كان شعرج طويل ؟
منيرة : إي سكتي لا تذكريني .. خبرنا بالشعـر الطويل لما كان على إيدين أمهاتنا
بس لما صار على إيدينا .. لعبنا فيه


صدقت منيرة
أنا عن نفسي لعبت بشعري لما أتلفته
قص .. صبغ .. استشوار على طول
والحين .. أدور على شي يرده لي
بس هيهات
ونصيحتي للبنات الحين
اهتموا بشعركم بالمعقول ترى زينة البنت شعرها

= = = = = = = = =

ما أنسى كلمة العـمة لي
العـمة : جم عندنا بنت ؟؟
أنا : بس وحدة .. وأبتسم لها

إي نعم .. أنا كنت وحدة بنظرها
بالرغم من وجود غيري من الأولاد والبنات
بس حنوون عندها غير
لحد يقول شي عن حنوون
كنت دنيتها .. كنت سعادتها
للحين أحب دهن الورد لأنه يذكرني فيها
أحب الجاكليت الأحمر والأصفر
أحب أسن السكين على الطوفة مثلها
أخذت منها أطباع وايد
دمعتي تنزل من أتفه سبب

أهلي يقولون عني
حتى في مشيتها تشبهينها
لج نفس زولها بالعباية


رحمة الله عليج يا عـمـة
تعلمت منج أشياء وايد
رحمة الله عليج يا الغالية
فقدتج .. والله فقدتج
فقدت دلالج لي
فقدت سوالفج اللي تجبر الخاطر
فقدت غناويج اللي تغنينها علي
فقدت دعواتج لي بكل حزة
فقدت ريحة العـود والورد اللي أشمها بملفعج
فقدت سريرج اللي أحب ألعب عليه
فقدت حزاويج اللي تحازيني فيها بالليل
فقدت ميزج اللي متروس حلاو و برميت
فقدت ريحة أدويتج اللي بدرج الكبت
فقدت ريحة الكركم من أيدج إذا حبيتها
فقدت صوت السكين وأنتي تسنينها على الطوفة
فقدت طلتج علينا الضحى والعصاري
فقدت جاي العصر و القعدة على الحصير
فقدت دمعتج اللي تنزل من أتفه سبب
فقدت اللي تقرأ علي قرآن إذا استمرضت
فقدت اللي تنشد عني إذا غبت يومين
فقدت اللي تبجي علي إذا صار فيني شي
فقدت قلبج الطيب
فقدت حسج المبحوح
فقدتج يا العـمة

رحمة الله عليج رحمة واسعة
وعسى الله يغفر لج ويسكنج الفردوس الأعلى
وأموات المسلمين .. اللهم آمين
ولا تنسوها من صالح دعائكم

حنين الشوق

Thursday, January 17, 2008

الــقـــمــر


بسم الله الرحمن الرحيم



أسعد الله صباحكم ومساءكم وجميع أوقاتكم
اليوم راح أنتقل وياكم إلى أسلوب مختلف شوي عن البوست السابق
البوست هذا راح يكون على شكل حلقات
حلقات فيها ذكريات بنت من بنات الرعيل الأول
وفي كل بوست جديد راح تكون لها قصة جديد
..(: وما أبي أطول عليكم

= = = = =



القــمــر



شيخة بنت حبوبة وطيووبة حيل
عمرها الحين 4 سنوات .. متبتبة و خفيفة طينة
يمكن لو أبالغ شوي أقول إن براءة الكون كله فيها

شيووخة بكر أمها وأبوها وأول بنت بالبيت
وطبعا عاشت في بيت حمولة بالفيحاء
مع أربع عوائل ما شاء الله
بس اللي معاها من الأطفال كانوا أولاد
ومن خوف أمها عليها ..
ما كانت تسمح لها تلعب مع الأولاد إلا نادر
وشيووخة تعد الساعات والأيام وتنطر زوارة عماتها
ليش ؟
عشان تلعب مع بنات عماتها اللي هم أكبر منها سناً
هيا و أمينة بنات عمتها اللي في الرميثية
هيا أكبر من شيخة بـ 5 سنوات
وأمينة أصغر من شيخة بـ 9 شهور
عايشة و حصة بنات عمتها اللي بخيطان
عايشة أكبر من شيخة بـسنتين
و حصة أكبر من شيخة بـ 6 شهور بس

شيووخة تحبهم حب عمي
وتنطر اليوم اللي يتجمعون فيه بالبيت عشان يلعبون
لبيدة وإلا حيلة وإلا بروي

بس مرات تتفاجأ من عواشة و حصة أن ما يبونها تلعب وياهم ..!!


شيخة : ليش ما تبوني ألعب وياكم ؟؟
عوااشة : أنتي كبيرة .. والكبار ما يلعبون مع الصغار ..!! ؟

شوفوا من يتكلم !! .. ؟

تدرون ليش يقولون عنها كبيرة ؟

ما يحتاج أشرح .. لأنها متبتبة وأكبر منهم بنية جسم
و هم ضعاف و صعوات على قولة أمهم


وشيخة المسكينة تروح لأمها ركض

شيخة : يمه يمه .. (والدموع أربع أربع .. وتشاهق من البجي)ـ
الأم : شفيج تبجين ؟؟
شيخة : عواشة و حصة ما يلعبوني يقولون أنا أكبر منهم ..!ـ
الأم : ما عليه يمه روحي لعبي وياهم قاعدين يتغشمرون معاج

طبعاً الأم ما تبي تشب الفتنة
خصوصاً أن الجدة وحماتها أم عواشة قاعدين بالغرفة يميع
ولأجل عين تكرم مدينة

وفي يوم من الأيام .. يوم زوارة العمة أم عواشة
البنات يلعبون بالحوش
والأمهات قاعدين بالليوان يشربون الجاي
صار الناس ليل و دشوا الأمهات لدار الجدة و خلوا البنات بالحوش
شيخة و عواشة و حصة يلعبون بروي بالليوان
و الليلة قمرا والجو يهبل

فجأة ..!!ـ

حصة أصابها رعاف .. و الدم سال على ويهها و هدومها
نقزت عواشة ونادت أمها
يت العمة تركض وشالت البنت و ودتها الدار
وحطت لها كمادات باردة

شيخة في ذهول .. تسمرت بمكانها ..!!ـ
أول مرة تشوف موقف جذي ..!!ـ
و على ويهها علامات أستفهااااااام كبيرة ..!؟؟؟
شيخة : عواشة .. شفيها أختج ؟ ليش طلع منها دم ؟؟
عواشة : شنو بعد .. ما تدرين ؟؟
شيخة : لا ما أدري ..!!!؟
عواشة : من مساع وأهي أطالع القمر ..!!ـ
واللي يطالع القمر .. يصب من خشمه دم ..!!!!ـ
تبين يصب من خشمج دم ؟؟
شيخة : يمه .. من القمر ؟؟ لا لا ما أبي ..!!ـ
خلاص ما راح أطالع القمر ..!!!ـ



وتمت شيخة سنوااااات طويلة وهي تخاف أن تنظر إلى القمر ..!!ـ



بالله عليكم .. هذي يسمونها براءة وإلا شنو ؟


أنتظر ردودكم وتعليقاتكم

تحياتي للجميع

Sunday, January 13, 2008

حنيني

مع هطول قطرات المطر ..
وهبوب نسمات الشتاء الرطبة ..

في زاوية تلك الردهة ..

هناك .. على ذلك الكرسي ..

جلست تلك الفتاة .. صامتة ..

قد سددت نظراتها نحو الأفق البعيد ..

وفي عينيها بريق الحزن والأسى ..

تركت نسمات الهواء تلعب بشعرها ..

ذلك الشعر اللي كساه الشيب ..

كما يكسو الثلج غابات أوروبا ..

قد شدت على كتفيها رداء من صوف ..

رداء يغطي كتفيها و نحرها ..

أمسكته بشدة نحوها ..

وكأن لسان حالها يقول ..

أحتاج إليك لتحضنني ..

أتوق إلى دفء حنانك ..

تبعد شعرها عن عينيها بيدها الحانية ..

لتكشف ما نـُقـِش تحت عينيها من أثر الزمان ..

تراقب بنظراتها عصفورة فوق الشجرة ..

قد احتضنت أبناءها في كنفها ..

تظلهم بجناحيها عن المطر ..

تغمرهم بحنانها .. تخاف عليهم ..

تراقبهم بصمت ..
آآآآآآآآه .. وتتنهد من أعماق جوفها ..

ترتعد دمعة على رمشها الحاني ..

تحاول أن تحبسها ..

ترجوها ألا تنزل الآن ...

يا دمعة لا تفضحي المكنون ..

فأنا ما زلت قوية ..

آآآآآآآه .. يا حنيني ..
لماذا .. ؟؟
لماذا كل هذا ..؟؟

أنها تفتقد شيئاً ما ..

تحن إلى شيء ما ..

تود أن تشعر به قبل أن يفوت الأوان ..

تتمنى أن تسمعه ولو لمرة واحدة ..

هذه المرة ..

التي ستعيد لها رونق شبابها وما ضاع من حياتها ..

تردد في سرها .. أنا ما زلت قوية ..


ولكن إلى متى ؟؟!!

متى تحس بذلك الشعور ..؟؟

متى تسمع تلك الكلمة ؟؟

التي طالما حلمت بها في يقظتها أكثر من منامها ...

إنها كلمة عظيمة ..

كلمة حنونة ..

كلمة ينطق بها الطفل قبل الكبير ..

إنـهـا


( مـامـا )

وللحديث بقية ..
هذه أول كتاباتي .. واعذروني عن سوء التعبير